تحقيق الفيفا مع زيدان

لقطة تظهر ماتيرازي وهو يقدّم أصابعه في محاولة لإصابة عين زيدان الذي اضطر إلى إبعاد رأسه وهي عملية لم ينتبه إليها حكم المباراة

(CNN)-- أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم الثلثاء أنّه قرّر فتح تحقيق في تصرّف قائد منتخب فرنسا زين الدين زيدان أثناء المباراة النهائية لكأس العالم أمام منتخب إيطاليا في برلين، الأحد.

وأضاف أنّ الحكم الرابع، وليس الفيديو، هو من أخبر بها مساعد الحكم الذي تولى بدوره نقلها إلى الحكم الرئيسي.

وأظهرت صور التلفزيون نجمي إيطاليا الحارس بوفون والظهير غروسو وهما يحاولان إقناع مساعد الحكم، نفسه، بضرورة التدخل لدى الحكم الرئيسي.

واعترف مدافع المنتخب الإيطالي لكرة القدم ماركو ماتيرازي بأنّه "أهان" نجم كرة القدم العالمي زين الدين زيدان، مما دفع بالأخير إلى الاعتداء العنيف عليه، بما كلّفه الطرد في المباراة.

وقال ماتيرازي لصحيفة "لا غازيتا ديللو سبور" في عددها الصادر الثلاثاء "كان(زيدان) غير مؤدب.. لذلك أهنته"، مؤكدا أن زيدان هو الذي بدأ بالشجار.

وأضاف: "لقد أمسكت بقميصه لعدة ثوان فقط، فنظر إليّ بحقد، وقال إذا كنت تريد القميص حقا فسأعطيك إياه لاحقا... ولذلك فقد أجبته بإهانة."

وبسؤاله عن طبيعة الكلمات التي تفوه بها، وحول ما إذا كانت تتعلق بوالدة زيدان أو شقيقته، إكتفى ماركو بالقول "إنّ الأمر يتعلق بسبّة من النوع الذي نسمعه في اليوم عشرات المرات، وكذلك في ملاعب كرة القدم."

ولكن التقارير الصحفية استبعدت أن يكون ماتيرازي قد أساء إلى والدة زيدان، لأنّه فقد أمّه وهو في الـ14 من العمر، إذ نقل عنه القول: "بالنسبة إلي، الأمّ شيء مقدس."

وكانت تقارير صحفية أشارت إلى أنّ ماتيرازي مسك قميص زيدان عدّة مرات، فطلب منه النجم الفرنسي التوقف عن ذلك.

وأضافت الصحف، أنّ الإصابة التي لحقت كتف زيدان، ربّما هي التي جعلته يفقد أعصابه، لاسيما أنّه متعود على مثل هذه الأجواء بعد أن كان صانع ألعاب أكبر الأندية الإيطالية، يوفنتوس، لسنوات طويلة.

وأوضحت أنّه وبعد أن أكثر ماتيرازي من مسك القميص، طلب منه زيدان أن يؤجل ذلك إلى ما بعد المباراة، غير أنّ المدافع الإيطالي، الشهير-على غرار الكثير من اللاعبين الإيطاليين- بالقوة الفائقة على الاستفزاز، ردّ عليه بالقول "اصمت يا .... فأنت لا تستحق إلا ذلك."

وفي رواية اخرى نقلتها صحف إنجليزية، مفادها أنّ زيدان تابع طريقه بعد حالة التوتر الأولى بينهما، مبتعدا عن اللاعب الإيطالي، الذي نسب له قوله "أنتم لا تستحقون إلا هذا، أنتم الـ...المسلمين، الإرهابيين القذرين."

غير أنّ ما صدر عن ماتيرازي وزيدان نفسه، ينفي هذه الرواية نفيا قاطعا.

فقد نفى ماتيرازي، في حديثه، أن يكون وصف زيدان بالإرهابي، وقال: "أنا جاهل.. لا أعرف معنى الإرهابي الإسلامي."

وتتوافق تصريحات المدافع الإيطالي مع تصريحات المعني بالأمر نفسه، زين الدين زيدان، الذي نفى أن يكون ماركو قد قام بسب الدين الإسلامي، أو وجه اهانات لعائلته.

ومن المتوقع أن يعقد زيدان مؤتمرا صحفيا في غضون الأيام القادمة لتوضيح ملابسات ما حدث بينه وبين ماتيرازي، وفقا لوكيل أعماله.

وفي انتظار ذلك، غفر الفرنسيون والجزائريون لنجمهم ما اعتبروه "عثرة جواد" ونحوا باللائمة على حكم المباراة الأرجنتيني، هوراثيو "لفشله" في توفير الحماية اللازمة لنجوم اللعبة.

وقبل طرده، كان زيدان قد تعرّض لإصابة بليغة في كتفه، طلب على إثرها تغييره، قبل أن يتقرّر أن يستمرّ في المباراة.

كما أظهرت الصور عدّة محاولات من ماتيرازي في "اعتماد الحيلة" عند تدخلاته مع اللاعب الذي تمّ تكليفه بمراقبته في منطقة العمليات.

وكثيرا ما أظهرت تلك الصور مسكا من القميص، أو تقديم المرفق والذراع، ولاسيما "محاولة" إصابة عيني زيدان في عمليات الاحتكاك الهوائية.