علم النفس السريري إعداد : منهل عادل الشبل

لقد خلق الله عز وجل الإنسان من تراب , ونفخ فيه من روحه وميزه عن جميع خلقه ومخلوقاته بكثير من النعم والملكات, أو ما تسمى بالكرامات حتى جعله
على احسن تقويم . وكثيرا ما تتجلى عظمة الخالق في تعقيدات هذا الكائن البشري والغموض المستفحل في جزيئاته ودقائقه. وقد استطاع العلم بسعيه الدؤوب أن يفك الكثير من رموزه و شيفراته إلا أن هذا الغموض ظل ضاربا في عمق النفس البشرية وفي أرجاء عالمها الفسيح الذي قد تتناهى حدوده عند تلك الروح الإلهية العامة. ثم مر الإنسان بعد وجوده على هذه الأرض في كثير من المراحل والانتقالات, وكان لكل مرحلة تاريخية زمنية متطلباتها وظروفها الخاصة مرت فيها تلك النفس البشرية وعانت حسب تلك المتطلبات والظروف من التحوير والتبديل حتى أنها قد تبدو في عالمنا الحالي فاقدة معالمها ومشوهة في ماهيتها.
أخي القارئ قد أكون أوردت هذا التقويم ولو كان مختصرا لأ فكارا غزيرة كانت تجول في خلدي علني استطيع أن أبين مدى أهمية هذه النفس البشرية التي هجرناها جميعا , وأهملناها ونسينا أنها من الله خاصة في عصرنا هذا عصر الحضارة والمدنية والتي أكثر ما حملت إلي الإنسان من شرورها ,وخلقت له الأمراض الجسدية فكثير من الأمراض نسمع بها في أيامنا ما كانت موجدة في السابق لكنها أصبحت مفرز طبيعي لهذه المدنية الصاخبة ولو كان الأمر مقتصرا على تلك الأمراض الجسدية لكان العبء أخف وطأة و أقل تعقيدا إلا أن تلك الأمراض قد تسربت في أرجاء
هذه النفس و سببت لها الكثير من الأمراض النفسية والاضطرابات و العقد إذا جاز التعبير , ونحن لسنا بآبهين لها و لا لإرتكاساتها و لسنا نبحث أصلا في أن نتحرى أو نسبر حيويتها وقدرتها ...و نظل جاهلين لها ....وكيف لنا أن نكون أشخاص فاعلين ومتميزين وقادرين على العطاء و نحن نعاني في أعماقنا وأنفسنا...لا نعرف حتى من ماذا؟؟؟
أخي القارئ: إنني مؤمن كل الإيمان بأهمية الدور الملقى على عاتقنا , ومن واجبنا نحن الأطباء المختصين نسبيا ....أن نوضح الكثير ونزيل الاتهام الذي يدعي بأننا لسنا سوى ممارسين تقنيين لا نعني إلا بأمور قد تكون صغيرة و تافهة إذا قورنت بالدور الكبير طبيب الأسنان .. شريطة أن يكون هو نفسه أكثر معرفة و اتساعا و ثقافة فطبيب الأسنان ليس ميكانيكي أخرق يجرف النخور الاللغام ويثبت الحشوات ....وغيرها فهذه الإجراءات التقنية يجب أن تكون مميزات إضافية تفضله عن غيره....
و علي أن أذكر أن تلك الاضطرابات و التعقيدات النفسية تتجلى واضحة في ميادين الحياة و مجالاتها ....
التي تكون العيادة السنية إحداها ...فطبيب الأسنان أو حتى الطالب في كلية طب الأسنان في سنتيه الرابعة و الخامسة يواجه الكثير من الأشخاص الذين ينتمون إلى فئات عمريه مختلفة ويعودون إلى بيئات شديدة التناقض في واقعها.... فمن واجب هذا الطبيب أن يكون قادرا في البداية على التعامل بمرونة مع هؤلاء الأشخاص و إقناعهم بنفسه وقدرته في تثبيت إلتزامهم بتعليماته و إرشاداته ...
و هنا أشعر أنه من واجبي أن أؤكد على كل طالب في كلية طب الأسنان أنه في هذه الكلية ليس التدريب فقط على المهارات والتقنيات السنية, لكن عليه أن يدرب نفسه أيضا و بحرص شديد على أساليب التعامل المتنوعة مع هؤلاء المرضى .... وسنرى أنه ليس من الصعب أن نطور مهاراتنا و تقنياتنا النفسية ..لكن هذا التطوير يحتاج إلى أرضية واسعة من الأسس والضوابط العلمية النفسية و من غير الممكن إنجازه اعتباطيا و أعتقد أن الخبرة وحدها ليست كفيلة في تحقيق درجة عالية من النجاح و إن كانت ضرورية له ...
لنضع مجموعة من التساؤلات و لتكن إجاباتها هي المواضيع التي سنتطرق لها في برنامجنا و أطلب هنا من القراء الأعزاء المشاركة في تساؤلاتهم آرائهم وعوني في متابعة هذا الموضوع فما يفضلني سوى الاهتمام بهذا الجانب النفسي ......
1- هل ثمة من علاقة بين الأمراض النفسية و الأمراض الجسدية أي العلاقة بين النفس والجسد وهل يمكن اعتبار الوحدة النفسية مستقلة عن الوحدة العضوية
2- ما هو امتداد الأرضية النفسية التي يجب أن يمتلكه طبيب الأسنان
3- ما هي طرق التعامل مع الألم ( آلية .. سيكولوجية )
4- التساؤل حول كيفية التعامل مع الأطفال ذوي المشكلات السلوكية في العيادة السنية
5- الاضطرابات الإرهابية (الخوف المرضي ) الذي يواجه الطبيب وكيفية معالجته
6- الطرق السلوكية و المعرفية في علاج القلق من المعالجة السنية و الفم
7- طرح لمشكلة عدم إلتزام المريض بتوصيات طبيب الأسنان الفموية العلاجية
8- كيف تعالج العادات الفموية السيئة بالطرائق السلوكية النفسية
9- ما هو التفسير الحديث لمتلازمة الألم العصبي العضلي و كيفية علاجه النفسي السلوكي
10- هل نستطيع التعامل مع مريض طاعن في السن بشكل تقليدي أم أن له فيزيولوجية و سيكولوجية خاصة